ثمرات الإيمان بالرسل
1- العلم برحمة الله وعنايته بعباده:
2- شكر الله تعالى على هذه النعمة:
3- المحبة والتعظيم للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
قال الله تعالى: لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164].
قال ابن كثير: "يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يتلو عليهم آيات الله مبينات، وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ [إبراهيم:28]، قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره"[1].
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: ((يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟! وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟! وعالة فأغناكم الله بي؟!)) كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن[2].
قال ابن حجر: "قوله: ((ألم أجدكم ضلالا)) بالضم والتشديد جمع ضال، والمراد: هنا ضلالة الشرك. وبالهداية الإيمان، وقد رتب صلى الله عليه وسلم ما من الله عليهم على يده من النعم ترتيبا بالغا، فبدأ بنعمة الإيمان التي لا يوازيها شيء من أمر الدنيا، وثنى بنعمة الآلفة وهي أعظم من نعمة المال؛ لأن الأموال تبذل في تحصيلها وقد لا تحصل، وقد كانت الأنصار قبل الهجرة في غاية التنافر والتقاطع لما وقع بينهم من حرب بعاث وغيرها، فزال ذلك كله بالإسلام كما قال الله تعالى: لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلأرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [الأنفال:63]"[3].
2- شكر الله تعالى على هذه النعمة:
قال الله تعالى: كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِنَا وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:151، 152].
قال ابن كثير: "يذكر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، يتلو عليهم آيات الله مبينات، وذم من لم يعرف قدر هذه النعمة فقال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ قال ابن عباس: يعني بنعمة الله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولهذا ندب الله المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النعمة ومقابلتها بذكره وشكره ولهذا قال بعدها: فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:152]"[4].
3- المحبة والتعظيم للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
ومن ثمرات الإيمان بالأنبياء والرسل محبتهم وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى، ولما قاموا من عبادة الله وتبليغ رسالته والنصح لعباده.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين))[5].
قال ابن حجر: "وفي هذا الحديث: إيماء إلى فضيلة التفكر فإن الأحبية المذكورة تعرف به، وذلك أن محبوب الإنسان إما نفسه وإما غيرها.
أما نفسه فهو أن يريد دوام بقائها سالمة من الآفات وهذا هو حقيقة المطلوب، وأما غيرها فإذا حقق الأمر فيه فإنما هو بسبب تحصيل نفع ما على وجوهه المختلفة حالاً ومآلاً، فإذا تأمل النفع الحاصل له من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان إما بالمباشرة وإما بالسبب علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي، وعلم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الانتفاعات، فاستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره؛ لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره ولكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب استحضار ذلك والغفلة عنه.
ولا شك أن حظ الصحابة رضي الله عنهم من هذا المعنى أتم؛ لأن هذا ثمرة المعرفة وهم بها أعلم"[6].
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم:((ثلاثاً من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))[7].
وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر)) [8].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] تفسير القرآن العظيم(1/197).
[2] أخرجه البخاري في المغازي، باب: غزوة الطائف في شوال سنة ثمان (4330)، واللفظ له، ومسلم في الزكاة (1061).
[3] فتح الباري(8/50).
[4] تفسير القرآن العظيم(1/197).
[5] أخرجه البخاري في الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان(15)، ومسلم في الإيمان(44).
[6] فتح الباري(1/60).
[7] أخرجه البخاري في الإيمان، باب حلاوة الإيمان(16)، ومسلم في الإيمان(43).
[8] أخرجه البخاري في الأيمان والنذر، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم(6632).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire