مبدا الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي
يرتبط مبدأ الاستخلآف في المال بمفهوم استخلاف الإنسان في الأرض. ارتباط فرع بأصل. فمفهوم الاستخلاف يحدد غاية الوجود الانسان واودواره الكونية . اما مبدا الاستخلاف في المال فينظم علاقة الانسان بالمال حيث يهذب حب التملك لديه ليحسن استثمار الثروات والخيرات المشتركة بين بني البشر.
الخلافة مهمة الانسان الوجودية :
الخليفة هو النائب والقائم بالدور الموكول اليه عن غيره والخلافة تعني الخلافة عن الله تعالى لتنفيد مراده في الارض واجراء احكامه فيها .
مبدا الاستخلاف في المال : يتاسس هذا المبدا على حقيقة ان المال مال الله وان الانسان موكل على التصرف فيه بمقتضى امر الله وشرطه المبين في شريعته.
مفهوم متميز للملكية والحيازة : يعطي مبد الاستخلاف في المال دلالة متميزة لمعنى الملكية والتملك , حيث يرفع يد الانسان ويجرده من التملك الحقيقي ويعتبره وكيلا ومستخلفا ويعتبر المال الذي في حوزته في حكم الوديعة والعرية.
مفهوم التصرف المقيد بمقتضى مبدا الاستخلاف في المال : يعد الانسان وكيلا في مال الله تعالى , وبهذا الاعتبار لا يكون للانسان مطبق الحرية لما في حوزته من الملك او المال فهو بذلك مدعو الى ان يخضع في كل تصرفاته المالية لشرع الله فلا يكسب مالا الا كما امره الله تعالى , ولا ينفقه الا فيما يرضيه عز وجل.
2)أهمية المال و قيمته في الحياة الإنسانية
يركز الخطاب الشرعي على حقيقتين متكاملتين تؤسسان للرؤية الإسلامية للمال:
• المال قوام الحياة الإنسانية: به تنتظم شؤون الحياة:" وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً ..." سورة:النساء. آية: 5.
لذلك شرع الإسلام منظومة من الأحكام الضابطة لوجوه الكسب و الاستثمار و التدبير و الاستهلاك...
• المال شهوة و فتنة: و لا بد من تعبئة روحية لتهذيب غريزة التملك...
يقول الله تعالى:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }سورة :آل عمران.آية 14
و يقول سبحانه: "وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " سورة: الأنفال . آية: 28. 3)آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال
مبدأ الاستخلاف في المال يرشد التصرف و تعامل المجتمع في المال.
و هو يمثل حلا للمشكلة الاجتماعية ، من خلال التوفيق بين الدوافع الذاتية و المصالح الاجتماعية. حيث تكون الملكية الفردية في خدمة المجتمع.
و يكون التكافل الاجتماعي واجبا شرعيا كفائيا على كل من الفرد و الجماعة، يختفي معه التفاوت الطبقي و يحل الاستقرار و السلام الاجتماعيان. 4) كيف يهذب الإسلام غريزة التملك؟
- ربط دوافع السلوك البشري بعلة غائية سامية متمثلة في الله تعالى و الحياة الأخرى ... و بمنظومة تشريعية متكاملة تضمن إمكانية تحقيق التوازن في شخصية الفرد في تعامله مع المال...
- تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح و مواجهة الافتتان بالمال و نزعات التملك و التسلط...
هذا المنهج كما يحرر من سطوة المال ،فإنه يؤسس لمفهوم جديد للامتلاك يقوم على الزهد بمعناه الإيجابي و يقود الإنسان إلى الإحساس بأنه يملك جميع الطيبات في هذه الدنيا ، ما دام يملك كفايته....(حديث: مطرّف عن أبيه:" أتيت النبي T و هو يقرأ ألهاكم التكاثر....")
مفهوم العقود التبرعية هي عقود تنظم كل انواع امعاملات المالية الاحصائية غير العرضية التي يجريها المتبرع بادارتها الحرة تقرب الى الله تعالى وهي ملزمة للمتبرع بعد انعقادها
انواع العقود التبرعية
الوصية : عند التبرع بعين ومنفعتها لجهة ما بعد موت الموصى على وجه التاييد
الهبه : عقد تبرع بعين ومنفعتها لجهة ما حال الحياة على وجه التاييد
الوقف : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه التاييد
العارية : عقد تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد مقدار العين من جنسها
مقاصد العقود التبرعية :
اهمها :
المقصد العقدي التعبدي : تهدف الى تكفير ذنب او صلة رحم او تحصيل ثواب او تقرب الى الله تعالى
المقصد الاجتماعي التكافلي : تعتبر العقود التبرعية من اهم التشريعات المحققة للتطافل والتكامل والتضامن التي تحفظ الحق في العيش الكريم وترسخ قيم الاخوة والترابط والتواد بين افراد الاسر
المقصد التنموي : توفير البنيات والاوسائل المحققة للخدمات العامة كالطرق وحفر الآبار
المقصد الاقتصادي : تحقيق العدل الاجتماعي والتعليل من الفوارق الاجتماعية
خصائص العقود التبرعية :
عقود اختيارية : هي عقود تطوعية توكل الى رغبة الانسان وقوة ايمانه
عقود غير نفعية : لا يقصد صاحبها تحصيل اي نفع مادي او معنوي
عقود الزامية :تخضع فقط لادارة المتبرع وشرطه في تبرعه
عقود توثيقية : واجبة التوثيق بنص القرآن والسنة حماية لادارة المتبرع
كيف يمكن تطوير اسهام العقود التبرعية في التنمية :
ان تطوير الدور التنموي للعقود التبرعية مرتبطة اساسا بمشاركة المواطن في الشان الاجتماعي عن طريق تنمية وعيه بمسؤولياته الاجتماعية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire